اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 526
و أخرجه أيضا مطوّلا، و رواه ابن إسحاق في «المغازي»، عن سعيد المقبري مطولا،
و أوله أن ثمامة كان عرض لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) فأراد قتله، فدعا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) ربّه أن يمكنه منه، فلما أسلم قدم مكة معتمرا، فقال: «و الّذي نفسي بيده لا تأتيكم حبّة من اليمامة- و كانت ريف أهل مكة- حتّى يأذن فيها رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم)».
و رواه الحميديّ عن سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة.
و ذكر أيضا ابن إسحاق أن ثمامة ثبت على إسلامه لما ارتد أهل اليمامة، و ارتحل هو و من أطاعه من قومه، فلحقوا بالعلاء الحضرميّ، فقاتل معه المرتدين من أهل البحرين، فلما ظفروا اشترى ثمامة حلة كانت لكبيرهم، فرآها عليه ناس من بني قيس بن ثعلبة. فظنوا أنه هو الّذي قتله و سلبه فقتلوه.
و سيأتي له ذكر في ترجمة عامر بن سلمة الحنفي.
و روى ابن مندة من طريق علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قصة إسلام ثمامة و رجوعه إلى اليمامة و منعه عن قريش الميرة، و نزول قوله تعالى: وَ لَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَ ما يَتَضَرَّعُونَ [المؤمنون: 76]. و إسناده حسن.
و ذكر وثيمة له مقاما حسنا في الردة، و أنشد له في الإنكار على بني حنيفة أبياتا منها:
أهمّ بترك القول ثمّ يردّني* * * إلى القول إنعام النّبيّ محمّد
شكرت له فكّي من الغلّ بعد ما* * * رأيت خيالا من حسام مهنّد
قال أبو حاتم و ابن السّكن و الباورديّ: له صحبة، و قال أحمد في الزهد: حدّثنا أبو داود، حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، و تابعه شعبة عن أبي إسحاق، عن ثمامة بن بجاد، و له صحبة، قال: أنذرتكم سوف سوف. و رواه جماعة عن أبي إسحاق فلم يقولوا: و له صحبة.